
بعد أن منّ الله علينا بولدي يوسف في 20/8/2008 قلت لزوجتي مازحا "يا سلام لو رزقنا الله بمولود يوم 10/10/2010 !!!
لم أكن أدرك أن يوم أمس هو 10/10 إلا عندما مازحني أحد المسئولين في المستشفى من ازدحام اليوم وأنا أنقل زوجتي كي تجري عملية جراحية لأن الجنين في بطنها قد فارق الحياة !!
في هذا اليوم أدركت معاني كثيرة لم أكن لأدركها لولا لطف الله بي وبزوجتي......
* عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده، إن السِّقط ليجرُّ أمه بسرره إلى الجنة، إذا احتسبتْه»
لم أكن لأعلم بالحديث إلا صباح يوم أمس وأنا أبحث عن الأحكام الشرعية لهذه الحالة وقد قرأت الحديث على زوجتي فهدأت قليلا.
* استشعاري حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنه سيدنا إبراهيم وانتبهت لأمر هام أن الرسول صلى الله عليه وسلم عاش وتقلب في حياته في كل المعاني وواجه كل الابتلاءات وأعطى النموذج والقدوة في الصبر والاحتساب وحتى حين غرغرة عيناي بالدموع تذكرته صلى الله عليه وسلم ورأيت لطف الله بي سبحانه وتعالى فمولودي مات في الشهر الخامس لم تراه عيناي ولم أتعلق به تعلق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بولده سيدنا إبراهيم الي مات بعد 18 شهر من ولادته.... وكأنني أرى رسالة نورانية محمدية لكل من ابتلاه ربه بفقد مولود بأن تتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصبر ولتقل "إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لله وإنا إليه راجعون"
* تذكرت سيدنا الخضر وما فعله مع سيدنا موسى عليه السلام وبالأخص أنه قتل طفلا يلعب مع أصحابه بلا جريرة ارتكبها وكان سيدنا موسى عليه السلام مندهشا مما يراه لكن سيدنا الخضر الذي علمه ربه أطلع سيدنا موسى عليه السلام على الحكمة من ذلك فقد كانا أبواه صالحين وسيكون هذا الولد فتنة لأبويه وكأن قضاء الله جاء خيراً للغلام وخيراً للوالدين، وجميلاً أسدى إلى كليهما، وحكمة بالغة تستتر وراء الحدث الظاهر الذي اعترض عليه موسى عليه السلام..
* تسلمت الجنين من الدكتور وتعجبت أشد العجب فطوله لا يتجاوز أصبع السبابة وقد ارتسمت عليه عجائب صنع الله فهذا هو العمود الفقري وهذه النقطة تعبر عن إحدى عينيه وتلك البروز يديه وقدميه وهذا هو الحبل السري المقطوع.. سبح قلبي قبل لساني بجميل صنع الله وبديع صنعه ووجدت نفسي تردد هذه الآية " ماغرك بربك الكريم" .
* " أن تعيش في الدنيا وقد سبقك جزء منك إلى الجنة " يا لروعتها إن أيقنتها ويا لصبرها إن احتسبتها ويا لطمأنينتها إن رضيتها وهذا كله من لطف الله بعباده.