الاثنين، 6 ديسمبر 2010

مات ناصر

لا أدري لماذا تحاشيت كل هذه الفترة أن أدخل على بروفايل زميلي ناصر رحمه الله على الفيس بوك ... ربما لا اريد ان اصدق خبر وفاة في حادث سير في مصرنا الغير مأمونة .... لكني اليوم تشجعت ودخلت ورأيت آخر ما كتب وقد كانت تهنئة لكل أصدقائه بقدوم العيد الذي مات بعدها بأيام...

قلبت بين صوره وتذكرت كم كان طيب القلب ، دائم الابتسام لكل من حوله، قليل الكلام، لا يتطفل ولا يتفضل بالكلام ....

لم أكن أعرفه عن قرب مثل زملائه في الاي تي لكننا في فترة ازمتنا في اسلام اون لاين واعتصامنا لم نسمع له كلمة أو نرى له مشكلة بل رأينا صمود واختيار، وصدق من قال ان الازمات تظهر معادن الناس وكان ناصر من المعدن الثمين الذي يغيب عند الغنائم ووقت الشدة تجد قدميه راسخة في الارض يثبت كل من حوله ليس بقوله بل بفعله.....

عندي تصفحي لصفحته وجدت كثيرا من الدعوات من اصدقائه ومن يطلب قراءة الفاتحة والدعاء له بالرحمة ... وقع في قلبي روعة أن يتذكرك الناس بعد موتك ويدعون لك بالمغفرة ويتذكرون فضائلك ويشفعون لك والله أكرم من سئل وأجود من أعطى.....

زاحمتني اسئلة كثيرة في نفسي لماذا في عمرنا القصير جدا ووقتنا الضيق جدا جدا نترك لقلوبنا الحبل على الغارب ليمتلأ بمشاعر الكره والحقد والحسد والانانية..... قلوبنا صغيرة لا تتحمل التناقضات فليكن قلبي ممتلئا بالحب والتغافر والتغافل والتسامح....

بالفعل الرابح من أراح قلبه من هموم الدنيا وتوجه إلى الله فكان له خير الأنيس ....

رحمك الله يا ناصر واسكنك فسيح الجنات وجعل موتك عبرة لنا جميعا

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

جزاكم الله خيرا وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعفو عنه ويدخله فسيح جناته

Unknown يقول...

للأسف يا مجاهد سبقتني في اللحاق بصفحته على الفيس بوك .. أنا مثلك احتككت به في بعض المواقف التقنية البسيطة و التحية السريعة أثناء المرور بجوار بعضنا بالمبنى.

عندما سمعت الخبر وأرسل صديق له في شبكتي على الفيس بوك أحد صور ناصر، عرفت من خلالها صفحة ناصر ولم يكن في شبكتي .. وجدتني أسأل نفسي لماذا دائما ما نشعر بالخسارة ونفتقد الشئ فقط عندما يختفي من الوجود؟ وجدت نفسي أطلب من ناصر طلب إضافة رغم علمي أن الطلب سيظل معلقا للأبد. هل هذا هو طلب الحد الأدنى لوجود علاقة ..هل هي نظرة على قطار أدرت وجهي عنه عندما كان موجودا ثم أنظر له حسرة عندما رحل ولم ألحقه؟ لا أعلم، كل ما أعلمه أننا فقدنا انسان لم نشعر بوجوده مثله مثل كثير من النعم والقيم التي لا نشعر بها إلا عندما ترحل.

رحمة الله عليك يا ناصر وسامحنا لأننا لم نعرفك قبل ذلك